عصمت رجب: سياسيو الموصل أصوات خافتة

قال عصمت رجب رئيس قائمة التآخي والتعايش في نينوى إن الموصل مدينة عراقية قديمة قدم العصور كان فيها العرب والكرد والمسيحيون والتركمان متعايشين متآخين ومشاركين امالهم والامهم، لكنها اليوم مغتصبة من اناس غرباء دخلوها عنوة بمساعدة ضعاف نفوس، خائبين خائنين لا مكان لهم في الموصل مستقبلا ان اصروا على فعلهم المشين.
واوضح رجب أن المراقب للشأن الموصلي، يرى بوضوح بعد أحداث العاشر من حزيران وسقوط مدينة الموصل بيد تنظيم داعش الإجرامي، أن هنالك أصواتا كانت بالأمس القريب ذات صدى كبير، ومؤثر في الشارع الموصلي، لافتا تلك الأصوات التي وصفها بالنشاز كانت تدعو للتحشيد ضد أبناء المدينة ومن يحميها أرضا وشعبا، وتطالب أهالي الموصل بالانتفاضة ضدهم، في إشارة إلى التواجد الكردي والكردستاني في الموصل والمناطق الإدارية خارج ادارة الاقليم، رافعين شعارات عدة عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، ومشيرا إلى أن ما سمي بساحات الكرامة التي كانت تعبر عن الشارع الموصلي والتي وقف ضدها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ويعاديها اليوم داعش الإرهابي، كانت تكتظ بالكثير من أشباه السياسيين الذين استغلوا الحرية في العراق ليمتهنوا السياسة، كما لو أن النشاط السياسي شبيه بالنشاط التجاري وشتان بين الاثنين، فلم يجن أهالي الموصل منهم سوى تصريحات وانتقادات واتهامات لهذا الطرف أو ذاك، دون أن يعملوا على التنسيق والتعاون مع الجهات السياسية والحكومية للارتقاء بواقع الخدمات في المدينة وخدمة الأهالي فيها.
وأضاف رجب أن تلك الأصوات خفتت بل اختفت تماما مع سقوط الموصل بيد تنظيم داعش الاجرامي وكأن أصحابها وجدوا ضآلتها بسيطرة الدواعش على المدينة، لافتا إلى أننا لم نعد نسمع لهم صوتا ولا همسا، رغم المجازر التي ارتكبت بحق أهالي الموصل، وعمليات الهدم والتدمير والتخريب التي طالت أهم معالم المدينة ودور العبادة فيها، ناهيك عن عمليات القتل والذبح والإعدامات الجماعية وسبي النساء وفرض قرارات جائرة على رجالها ونسائها.
وشدد رجب بالقول إن الصمت المهين لبعض من وصفهم بسياسيي الصدفة عن نينوى، يدل دلالة واضحة على أنهم متعاطفون مع داعش وإن لم يعلنوا ذلك، فإذلال أهل نينوى والموصل خصوصا، وعمليات القتل والذبح والإعدامات وتدمير معالمها الدينية والأثرية، كان يفترض ان يكون له اثر سلبي في نظر أولائك السياسيين، إلا إذا كانوا قد اصطفوا مع الدواعش، وبالتالي فهم يباركون عمليات القتل والغدر والذبح بحق أهلهم، مطالبا أهالي نينوى أن يلاحقوهم ويحاسبوهم على مواقفهم المخزية تجاه نينوى أرضا شعبا.

واختتم رجب بالقول إنه لمن باب الحرص على المدينة وأهلها ندعو هؤلاء السياسيين ان يعودوا إلى رشدهم وان يفتحوا صفحة جديدة مع انفسهم قبل غيرهم وبالاعتذار لأهلهم في الموصل وان يتكاتفوا فيما بينهم من اجل إنقاذها من أيدي الدواعش.

إرسال التعليق