احتفل العالم، منتصف ليل الرابع والعشرين على الخامس والعشرين من كانون الاول، بعيد ميلاد السيد المسيح، إلا أن الاحتفالات بهذه المناسبة المجيدة كان لها طابع خاص في الشرق، في ظل التحديات الأمنية التي تواجه المنطقة.
وعمت الاحتفالات المنطقة من بيت لحم إلى بغداد مرورا ببيروت وعمان ودمشق، حيث أقامت الطوائف المسيحية التي تسير على التقويم الغربي قداديس منتصف الليل وسط حضور كثيف.
وفي بيت لحم مهد يسوع، ترأس بطريرك اللاتين في فلسطين والأردن وسائر الأراضي المقدسة، فؤاد طوال، رتبة القداس الاحتفالي في كنيسة القديسة كاترين الكاثوليكية المجاورة لكنيسة المهد.
وتحدى الفلسطينيون وعلى رأسهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الاحتلال الإسرائيلي، وتوافدوا إلى بيت لحم، حيث وضعت في ساحة كنيسة المهد، التي ولد فيها المسيح، شجرة ضخمة مزينة بالأضواء الحمراء والسوداء والفضية.
وبالإضافة إلى النزاع الإسرائيلي الفلسطيني ودعوته إلى إحلال السلام في القدس وإعادة إعمار غزة، تطرق طوال في عظته إلى أعمال العنف في الشرق الأوسط خصوصا في سوريا والعراق.
أما في العراق، فقد توافد العراقيون على كنيسة القلب المقدس في بغداد فيما استعاد الناس ذكريات أسوأ عام يمر بهم، بعد توتر سياسي انتهى بفوضى أمنية وأعمال عنف وسقوط مدن بأسرها بيد داعش.
وأشاد المصلون بآلاف المسيحيين الذين نزحوا في شمال العراق عندما استولى تنظيم داعش المجرم على الموصل في حزيران، وانطلقوا في آب، نحو الشمال مكتسحين بلدات مسيحية في سهول نينوى.
ولم تغب توترات الشرق عن روما، إذ اتصل البابا فرنسيس ببعض اللاجئين العراقيين في مخيم قريب من أربيل، لجأوا إليه فرارا من داعش، مؤكدا أنه يفكر خصوصا في الأطفال والمسنين في عيد الميلاد.
وقبل ساعات من قداس منتصف الليل في كاتدرائية القديس بطرس، تمكن البابا، الذي كان قد وجه رسالة طويلة إلى مسيحيي الشرق، من الاتصال بالنازحين من خط خليوي وفرته شبكة التلفزيون الكاثوليكية " تي.في 2000 " .TV-2000
ولاحقا ترأس البابا قداس منتصف الليل أمام ما يقرب من خمسة آلاف شخص تجمعوا في كاتدرائية القديس بطرس، وطالب في عظته الكاثوليك بمواجهة الأوضاع الصعبة جدا بالمحبة والاعتدال.
ودعا المؤمنين في العالم بأسره للصلاة حتى في ظل الصعوبات والنزاع والحروب:
(أيها السيد، اعطني النعمة والمحبة في الأوضاع الحياتية الصعبة جدا، أعطني النعمة لمواجهة كل ما احتاج إليه والاعتدال في أي نزاع).
إرسال التعليق