حماس تسلم الدفعة الثانية من الرهائن وترقّب دولي بعد إعلان ترامب “نهاية الحرب”

في تطور لافت على صعيد النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، سلّمت حركة حماس اليوم الاثنين عشرين رهينة أحياء إلى الصليب الأحمر، وذلك في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تدعمه الولايات المتحدة. العملية جرت على دفعتين، سبعة رهائن صباحًا، و13 مساءً، في وقت تواصلت فيه الاحتفالات في ساحة الرهائن بتل أبيب حيث تجمعت الحشود منذ الليلة الماضية.

أجواء من التأثر والفرح الممزوج بالحزن عمّت الشارع الإسرائيلي مع إعلان الإفراج. المواطنون حملوا صور ذويهم وتابعوا بثًا حيًا للعملية عبر شاشات ضخمة نُصبت خصيصًا في الساحة. روني إدري، أحد أهالي الرهائن، قال إن اللحظة كانت منتظرة منذ عامين، لكن المشاعر مختلطة بسبب من لم يعودوا أحياء ولضحايا الحرب الذين تجاوز عددهم الألفين.

تزامن هذا الحدث مع زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إسرائيل، حيث حطت طائرته في مطار بن غوريون، قبل أن يتوجه إلى الكنيست لإلقاء خطاب رسمي. وفي تصريحات للصحفيين، أعلن ترامب انتهاء الحرب مؤكدًا ثقته في أن وقف إطلاق النار سيصمد، واصفًا اليوم بـ”البداية الجديدة”. كما التقى بأقارب رهائن، قبل أن يتوجه لاحقًا إلى مصر للمشاركة في قمة سلام في شرم الشيخ.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي رافق ترامب خلال زيارته، وصف عودة الرهائن بالحدث التاريخي، معربًا عن امتزاج مشاعر الحزن بالفرح، فيما أكد أن المعركة لم تنته بعد رغم تحقيق “انتصارات هائلة”.

وتنعقد في شرم الشيخ قمة دولية واسعة برئاسة ترامب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة أكثر من عشرين دولة والأمين العام للأمم المتحدة. ستشهد القمة توقيع وثيقة تضمن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وسط غياب واضح لكل من إسرائيل وحماس، فيما أكدت مصادر دبلوماسية أن الدول الضامنة للوثيقة تشمل الولايات المتحدة ومصر وقطر وربما تركيا.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي وصل إلى شرم الشيخ، رحّب بالإفراج عن الرهائن مؤكدًا أن السلام بات ممكنًا في المنطقة، مشيرًا إلى أن لفرنسا دورًا مستقبليًا في حكم غزة بالتعاون مع السلطة الفلسطينية. ومن المقرر أن يشارك الرئيس الفلسطيني محمود عباس في القمة أيضًا.

على الأرض، بدأت ملامح الهدنة تظهر في قطاع غزة، حيث عاد مئات الآلاف من النازحين إلى شمال القطاع المدمر، بينما دخلت شاحنات مساعدات إنسانية عبر معبر كرم أبو سالم. ومعبر رفح شهد طوابير طويلة لشاحنات تنتظر السماح بالدخول.

وبحسب وزارة الصحة في غزة، فإن الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر 2023 أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 67806 أشخاص، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال. وهي أرقام وصفتها الأمم المتحدة بأنها موثوقة. في المقابل، قتلت حماس 1219 شخصًا في هجومها الأولي على جنوب إسرائيل، معظمهم من المدنيين، وفقًا للإحصاءات الإسرائيلية.

الخطة الأميركية لما بعد الحرب تشمل انسحابًا تدريجيًا للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، يعقبه انتشار قوة متعددة الجنسيات تتضمن عناصر من مصر وقطر وتركيا والإمارات، تحت إشراف مركز قيادة أميركي. ومن المقرر استبعاد حماس من إدارة غزة وتجريدها من السلاح، مع تسليم إدارة القطاع للجنة فلسطينية تكنوقراطية بإشراف هيئة انتقالية دولية جديدة يقودها ترامب.

فيما لا تزال هناك ملفات شائكة لم تُغلق بعد، مثل تسليم جثث الرهائن المتوفين، إلا أن الأمل بدأ بالعودة إلى المنطقة، رغم هشاشة الوضع والمخاوف من انهيار الاتفاق في أي لحظة.

إرسال التعليق