تتجه أنظار المواطنين في مدينة الموصل نحو خطر جديد بدأ يفرض نفسه على المشهد اليومي في شوارع المحافظة، فبعد تكرار حوادث الاصطدام، جاءت حرائق السيارات لتثير جدلًا واسعًا وقلقًا متزايدًا لدى السكان، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية خلال الأسابيع الأخيرة.
وسجلت المدينة خلال الأيام الماضية سلسلة من حوادث احتراق المركبات، بعضها وقع بشكل مفاجئ وسط الطرقات أو أثناء توقف السيارات، ما أثار تساؤلات حول الأسباب الحقيقية لهذا التصاعد، وسبل الوقاية منه، خصوصًا مع التوقعات ببلوغ درجات الحرارة مستويات أعلى في شهر أغسطس/آب المقبل.
أسباب متعددة وراء اشتعال السيارات
بحسب متابعين ومراقبين، تعود أسباب حرائق السيارات إلى عدة عوامل، من بينها:
خلل داخلي في التوصيلات الكهربائية داخل بعض المركبات، خاصة القديمة منها أو تلك التي لم تخضع لصيانة منتظمة.
تهالك بعض السيارات وقدم صناعتها، ما يجعلها غير مؤهلة للقيادة في درجات حرارة مرتفعة أو ظروف مناخية قاسية، وسط تساؤلات عن آلية منحها شهادات الفحص المروري.
أخطاء بشرية من أصحاب السيارات، تتمثل في ترك مواد سريعة الاشتعال أو قابلة للانفجار داخل المركبة، مثل المعقمات أو عبوات الغاز الصغيرة، أو حتى البطاريات الاحتياطية التي تتفاعل مع الحرارة.
ويُجمع مختصون على أن هذه الأسباب، عند اقترانها بدرجات حرارة تصل إلى 50 درجة مئوية أو أكثر في بعض الفترات، تؤدي إلى ما يشبه “قنبلة موقوتة” داخل المركبات.
حلول مطروحة للحد من الظاهرة
وفي ظل هذا الخطر المتزايد، طرح مراقبون ومهتمون بالشأن المحلي سلسلة من المقترحات التي قد تسهم في تقليل عدد الحوادث مستقبلاً، خاصة مع استمرار موجات الحر في نينوى وبقية المحافظات العراقية:
تفعيل دوريات المرور للرقابة على إجراءات السلامة داخل المركبات، وعلى رأسها التأكد من وجود طفايات الحريق وصلاحيتها.
التشديد على الفحص الدوري الفني للمركبات، وعدم التساهل في منح شهادات الفحص للمركبات المتهالكة أو غير المطابقة لمعايير السلامة، وسط دعوات للتحقيق في كيفية منح بعض السيارات غير المؤهلة شهادات المرور.
تنفيذ حملات توعية شاملة لسائقي المركبات، تتضمن التحذير من ترك المواد القابلة للاشتعال داخل السيارة، إلى جانب ضرورة إجراء الصيانة الدورية للتوصيلات الكهربائية والمحركات.
معالجة الأسباب المناخية من خلال إجراءات حكومية، أبرزها إعادة تفعيل مشاريع التشجير ومكافحة التصحر، خاصة أن الجفاف والتصحر يعدان من الأسباب التي تسهم في ارتفاع درجات الحرارة في العراق، ما يزيد من احتمالات وقوع حرائق.
خطر متصاعد في ظل شح الإجراءات
ورغم تنوع الحلول المقترحة، إلا أن المراقبين يؤكدون أن هذه الظاهرة لن تتراجع دون تدخل حكومي واضح وسريع، يشمل التشديد على الإجراءات الفنية والفحص، إضافة إلى التوعية الشعبية، لا سيما في ظل التوقعات الجوية التي تشير إلى استمرار موجات الحر خلال شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس.
وتبقى السلامة المرورية وسلامة المركبات مسؤولية مشتركة بين المواطن والجهات المختصة، في ظل واقع مناخي يتطلب جاهزية فنية عالية، وإجراءات حازمة لا تحتمل التأجيل.



إرسال التعليق