عدّ باحثون واكاديميون، اليوم الأحد، أن إلغاء الجانب السياسي من خطب المرجعية الدينية، يدل على "يأسها" من إمكانية الإصلاح، وتخطيطها لمرحلة جديدة لتخليص البلد من أزماته، واعتبروا انها "نفضت عباءتها" نتيجة عدم استجابة السياسيين إليها، داعيين إياها لتقديم "بديل مناسب واتخاذ موقف تأريخي" كما فعلت ضد "الإرهاب".
باحث: المرجعية تخطط لمرحلة سياسية جديدة لتخليص البلد من أزماته
وقال مدير (مركز المستقبل للدراسات الاستراتيجية) في كربلاء، عدنان الصالحي إن "المرجعية الدينية العليا طالبت وعلى مدى أكثر من عشرة أعوام بإصلاح الواقعين السياسي والخدمي وتحقيق العدالة الاجتماعية في البلاد"، مشيراً إلى أن "المرجعية في خطبها خلال الأسابيع الأخيرة أوضحت موقفها النهائي من مجريات البلاد بمختلف المجالات، وبان للعيان عدم رضاها عن الأداء الحكومي والسياسي".
وأضاف الصالحي، أن "إلغاء الخطب السياسية في صلاة الجمعة واقتصارها على المستجدات والمناسبات، هو خاتمة لما تحدثت به المرجعية الدينية طيلة السنوات الماضية، ودلالة على يأسها من إحداث الإصلاح في البلاد"، مرجحاً أن "تكون المرجعية تخطط لمرحلة سياسية جديدة في العراق، تقوم على أشخاص أكفاء لديهم شجاعة اتخاذ القرار، وتخليص البلد من أزماته".
وأوضح مدير (مركز المستقبل للدراسات الاستراتيجية) في كربلاء، أن "المرجعية تنتظر خلاص البلد من الحرب ضد الإرهاب لاتخاذ موقف واضح"، عاداً أنها "تُمهد لأمر قد يرقى إلى مستوى الفتوى كما حدث بشأن الجهاد ضد تنظيم داعش الإرهابي".
أكاديمي: نفضت عباءتها نتيجة عدم استجابة السياسيين إليها
من جانبه قال مدير (مركز الدراسات الاستراتيجية في جامعة كربلاء) إن "المرجعية الدينية عملت على تقويم مسار العملية السياسية والعمل الحكومي طيلة السنوات الماضية لكن السياسيين والمسؤولين لم يستجيبوا لها"،
وأضاف العرداوي أن "خطب المرجعية في صلوات الجمعة الأخيرة تضمنت انتقادات لاذعة وشديدة لصنّاع القرار في البلاد، وإن تخليها عن ذلك هو بمثابة نفض عباءتها ورفع يدها عن كل القوى السياسية لاسيما التي كانت تعمل تحت عنوانها ومباركتها".
ورجح العرداوي، أن "يشهد العراق أحداثاً سياسية وأمنية واجتماعية خطيرة خلال المدة المقبلة"، محملاً "القوى السياسية وحدها مسؤولية ذلك".
باحث إسلامي: لا بد أن تقدم بديلاً مناسباً وتتخذ موقفاً تأريخياً
إلى ذلك قال الباحث الإسلامي، الشيخ علي الخزاعي، إن "موقف المرجعية الدينية العليا أصبح واضحاً ازاء ما يحصل في البلاد"، معرباً عن أمله أن "تتعامل المرجعية بكل ثقل وحزم مع من تصدروا لإدارة البلاد كونهم أصبحوا لا يخشون ولا يكترثون لبحة صوت المرجعية والجماهير".
وعد الخزاعي، أن "غلق المرجعية بابها كما حصل في سنوات ماضية، وتوقف خطابها لا يجدي نفعاً اليوم، لكونه يُبقي الشعب أعزل لا يعرف أين يلتجئ لاسيما أن أيدي من وصلوا لسدة حكم البلاد بالشعارات الدينية، ما تزال تتلاعب بهم"، مبيناً أن "المرجعية ليست معذورة اليوم ولا بد أن تقدم بديلاً مناسباً، وتتخذ موقفاً تأريخياً، لأن هناك شخوصاً بالعملية السياسية تبجحوا بأسمها وادعوا دعمها لهم، وهم بالأصل باعوا البلد ودمروه".
وناشد الباحث الإسلامي، المرجعية، أن "تقول كلمتها وأن يكون موقفها واضحاً وصريحاً لوضع النقاط على الحروف، كما فعلت من قبل بفتوى الجهاد الكفائي ضد الإرهاب".
وكان ممثل المرجعية الدينية في كربلاء، أحمد الصافي، قد أعلن أمس الأول الجمعة (الخامس من شباط 2016 الحالي)، أن الخطبة السياسية التي تمثل رؤى المرجعية الدينية العليا في الشأن العراقي، لن تكون اسبوعية بعد الآن، مؤكداً أنها ستطرح بحسب ما يستجد من الأمور وتقتضيه المناسبات.
إرسال التعليق