بعث القاضي حسن محمود احد ابرز وجهاء قضاء تلعفر رسالة مفتوحة الى شيعة تلعفر اكد فيها بانه لا يبغي من وراءها الا وجه الله ولا يطمع بشيء من حطام الدنيا وانما همه الوحيد هوان يعود ابناء مدينته الى حياتهم الطبيعية بعيدا عن التطرف والقتل وفيما يأتي نص الرسالة :
يعلم الجميع ان ابناء المدينة سنة وشيعة عاشوا سوية منذ القدم لا يفرقهم شيء وكما لم تظهر الخلافات المذهبية الى الواجهة الا بعد الاحتلال من خلال بعض من كانوا يتزعمون الدعوات الطائفية و ما زالوا فاعلين في الساحة بعد ان قتل المئات واعتقل الالاف وهجر الجميع شيعة وسنه ولم يبق الان في المدينة الا من عجز عن الخروج لأسباب صحية او مادية وهذا يعني ان الجميع قد خسروا اغلى ما يملكون الا وهي مدينتهم التي بقيت شبه خالية من اهلها الاصليين بانتظار الدمار لما تبقى من الانفس البريئة والبنيان والعمران نتيجة ما سوف تحصل من معارك , من هنا يجب على الجميع التفكير الجدي للعيش المشترك وترك السلوكيات السابقة والاتفاق على المشتركات والانطلاق الى المستقبل لعل الله يرحمنا بدعوات المظلومين من الارامل والايتام ومن لا يجد مأوى ان نعود الى مدينتنا الحبيبة تلعفر, الكل اليوم متضررين نتيجة ما حصل ويحصل وليس فينا طرف رابح بل مشتركين في المصيبة و ان مدينتنا تلعفر هي للشيعة وللسنه وان احدا لا يستطيع ان ينكر حق الاخر او يسلب حقوقه مهما طال الزمن ولابد ان يعود الحق الى نصابه وان نعيش سوية وهذا قدرنا في الحياة واعلموا اهلنا الشيعة انكم تعيشون ضمن محافظة اغلبيتها من السنة وان اقرب الناس اليكم الذين شاركوا معكم الحياة بحلوها ومرها , خاصة ان بينكم الكثير من المشتركات وعلى راسها الدين لأننا جميعا مسلمين لكل مذهبه وهذا ليس مبرر للتقاتل فضلا عن اللغة المشتركة والعيش المشترك والمصاهرة والقرابة وانتم تعلمون ان عدد غير قليل من عشائرنا وحتى عوائلنا يضمون من المذهبين فلم يبق الا ان نقرر جميعا ان يسود العدل بيننا وان نتفق على اسس صحيحة في العيش ليكون بعضنا سند للآخر ويكفينا ما حصل لحد الان من مصائب وويلات الى ان اصبحت حمل هوية تلعفر جريمة واصبحنا مكروهين من كل الاطراف وفقدنا احترامنا من المجتمع ونحن عليِة القوم ولعلكم اصبحتم امام الحقيقة بعد احداث الموصل وان من كنتم تتهمونهم بالإرهاب او دعم الارهاب اصبحوا هدفا للإرهابيين مثلكم وقد لقوا بأيديهم اكثر مما لقيتم وقولي هذا لا ينفي براءة المجرمين منكم الذين طغوا في البلاد واكثروا فيها الفساد واذاقوا العباد سوء العذاب وهم المليشيات الطائفية الذين تعرفونهم كما تعرفون ابناءكم وقد سكتم على جرائمهم ضد الابرياء خلال فترة حكمكم تلعفر بقوة الحديد والنار وبدعم مباشر من الحكومة المركزية لأسباب طائفية وبحجة محاربة الارهاب , واعود الان لأنقل لكم وجهه نظر اكثرية السنة بعد عقد عدة لقاءات فيما بينهم على اثر اعلانكم مبادرتكم للصلح ولقاءكم بالأستاذ الفاضل نائب رئيس الجمهورية اسامه النجيفي والذي لم يلتق معنا لحد الان لكي يكون الراي العام شاهدا على موقفنا وليحكموا على مدى مصداقيتنا في الطرح وبكل تأكيد ان ما نطرحه ليس شيء نهائي بل قابل للمناقشة كما ان افكاركم وطروحاتكم قابلة للمناقشة عندما يحصل لقاء مشترك بين ممثليكم وممثلي السنة , ويعلم الجميع ان محاولات سابقة عديدة جرت خلال السنوات العشر الماضية لغرض الصلح الا انها فشلت , واليوم بعد ان تساوينا نحن وانتم في الحال واصبحنا مهجرين لابد ان نبدأ بداية صحيحة لكي نعيش سوية في قادم ايامنا وان مطالبنا لإتمام المصالحة اجملها بالاتي
اولا – اجراء موازنة حقيقية وحسب النسب السكانية في كل الوظائف الحكومية ومنها الامنية وعدم فرض امر واقع بحجة الموجود السابق من الشرطة والقوات الامنية الاخرى لان فقدان التوازن واستفراد فئة على حساب الاخر كان السبب في كل الماسي سابقا
ثانيا/ اعلان الطرفين البراءة من الارهاب والمليشيات باعتبارهما سبب كل المشاكل في المدينة ومحاربتهما كمجرمين وفق القانون
ثالثا/ تطبيق القانون بحق الجميع وسوق كل من ارتكب جريمة الى العدالة لينالوا جزاءهم العادل وان هذا الطرح وان كان مستغربا لان القانون واجب التطبيق الا ان الواقع افرز ان كثيرا من المجرمين لا يطبق بحقهم القانون واصبحوا فوق القانون والامثلة كثيرة وشاخصة
رابعا / الاتفاق على اختيار طرف محايد ليضمن تطبيق بنود الصلح جبرا على الطرفين ونحن نفضل ان يكون الاقليم راعي تنفيذ بنود الاتفاق لتحقيق العدالة , اسال الله ان يوفق اهلنا المظلومين للخلاص من هذه المعاناة وكلمة اخيره لأهلنا جميعا يجب عدم اضاعة هذه الفرصة كسابقاتها والعمل بنية صادقة والا سوف يكون لنا خيارنا السياسي الذي سوف نعلنه اذا ما فشلت المصالحة لا سامح الله لأننا ظلمنا مرتين مرة بيد المليشيات والطائفيين بتهمة الارهاب واخرى بيد الدواعش بتهمة التكفير و الردة والله من وراء القصد
القاضي حسن محمود
إرسال التعليق