العثور على مقبرتين جماعيتين جديدتين في سنجار.. الضحايا يعودون إلى الواجهة

عُثر على مقبرتين جماعيتين جديدتين في قرية سيبا شيخ خضر التابعة لقضاء سنجار في محافظة نينوى، تعودان إلى فترة سيطرة تنظيم “داعش” على المنطقة عام 2014، وذلك أثناء قيام الأهالي بأعمال بناء وتعبيد قرب محطة كهرباء في القرية. وتم التعرف على هوية أحد الضحايا داخل إحدى المقبرتين، ما أعاد إلى الواجهة ملف الجرائم التي ارتُكبت بحق الإيزيديين في تلك المرحلة المظلمة.

تبعد قرية سيبا شيخ خضر نحو 40 كيلومترًا جنوب قضاء سنجار، وهي من القرى التي شهدت مؤخرًا عودة ملحوظة للنازحين بعد سنوات من التهجير القسري. وخلال تنفيذ مشروع خدمي متعلق بالبنية التحتية، فوجئ العمال بالعثور على رفات بشرية في موقع قريب من محطة الكهرباء.

وأكد مدير منظمة “بتريكور” لحقوق الإنسان في سنجار، خيري علي إبراهيم، أن “الفرق الأولية التي توجهت إلى الموقع بعد انتشار أنباء عن العثور على رفات، اكتشفت وجود مقبرة جماعية”. وأضاف: “وعلى بعد 20 متراً فقط، تم العثور على مقبرة جماعية أخرى، مما يدل على أن المنطقة كانت مسرحاً لجرائم تصفية جماعية نفذها التنظيم الإرهابي”.

قال إبراهيم إنه تم العثور على وثائق شخصية تعود إلى أحد الضحايا داخل المقبرة، وهو الشاب سيدو عباس جوكو، متزوج ومن سكان القرية، وقد قُتل في الثالث من آب/أغسطس عام 2014 مع مجموعة من أهالي سيبا شيخ خضر خلال اجتياح التنظيم للمنطقة.

أوضح إبراهيم أن فرق التحقيق الجنائي المختصة لم تصل بعد إلى الموقع، وأن المنظمة بانتظار مباشرتها بعملية فتح المقبرتين رسميًا، مشددًا على أهمية الحفاظ على الموقع وعدم العبث به حتى انتهاء الإجراءات الرسمية.

في عام 2014، شن تنظيم “داعش” حملة إبادة جماعية ضد الأقلية الإيزيدية في سنجار، شملت القتل الجماعي، والخطف، والاسترقاق الجنسي للنساء والفتيات، وتدمير القرى والمزارات الدينية.

تُعد قرية سيبا شيخ خضر من أكثر المناطق تضررًا، وكانت واحدة من أولى المناطق التي استهدفها التنظيم عند دخوله سنجار في أغسطس 2014.

طالبت منظمات حقوقية محلية ودولية بضرورة الإسراع في استكمال عمليات فتح المقابر الجماعية، وتوفير الدعم الفني والتقني لفرق الطب العدلي، إضافة إلى مواصلة التحقيقات الدولية لمحاسبة مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية، وضمان العدالة للضحايا وذويهم.

إرسال التعليق