ضفدع الخشب الأسكي (Wood Frog) هو حقًا واحد من أعاجيب الطبيعة.
تخيّل كائنًا حيًا يمكنه أن “يموت” ظاهريًا في الشتاء ويتجدد مع الربيع، وكأن لديه زر إعادة تشغيل!
القدرة التي يمتلكها هذا الضفدع تُعرف بـالسبات التجمدي (freeze tolerance)، وهي نادرة جدًا في عالم الحيوانات. استخدامه لمواد مثل الجلوكوز والجلسرين ليس عشوائيًا، فهذه المركّبات تعمل كمضاد تجمد بيولوجي، تمنع تشكّل بلورات جليدية حادة داخل الخلايا، والتي قد تكون مميتة لولاها.
في أقصى الشمال حيث الشتاء لا يرحم وحيث تتحول الغابات إلى لوحات بيضاء من الصقيع يعيش كائن صغير لا يشبه سواه ضفدع الخشب الأسكي لا يهرب من البرد ولا يبحث عن دفء بل يحتضن التجمد كأنه ينام نومًا عميقًا يتوقف قلبه عن النبض ويتجمد جسده بالكامل وتتلاشى أنفاسه في الهواء البارد كأن الحياة قد غادرته لكنه في الحقيقة يختبئ داخل معجزة فطرية فخلايا جسده تخزن مركبات سكرية تمنع البلورات الجليدية من تمزيق أنسجته وتحفظه من التلف بينما العالم من حوله يغط في سبات جليدي يبقى الضفدع ساكنًا في صمته منتظرًا إشارة من الربيع ومع أول نسمة دافئة يبدأ الجليد بالذوبان ويستيقظ القلب ببطء ويعود الدم إلى مجراه كأن الزمن قد توقف ثم عاد في لحظة ويعود الضفدع إلى الحياة وكأن البرد لم يكن وكأن الموت لم يمر به
المثير في الأمر أن:
- 70% من ماء جسمه يمكن أن يتجمد دون أن يتضرر.
- قلبه يتوقف عن الخفقان تمامًا لعدة أسابيع.
- عند ذوبان الجليد، لا يحتاج إلى “إسعاف” أو إعادة تنشيط، بل يعود للحياة تلقائيًا.
إرسال التعليق