الباحث في الشأن السياسي الموصلي “أحمد ابو عباتين” يكتب مقالا عن الانتخابات التشريعية السادسة

image-1 الباحث في الشأن السياسي الموصلي "أحمد ابو عباتين" يكتب مقالا عن الانتخابات التشريعية السادسة

انتخابات 11-11 بين المقاطعة والمشاركة وعيان يتصارعان على الامل

في انتخابات الحادي عشر من تشرين الثاني لا يمكن ان يقال للمقاطع لا تقاطع ولا للمشارك لا تشارك فكل منهما يمتلك كما هائلا من الحقائق التي تدعم موقفه وتمنحه مشروعية رؤيته.

المقاطع يرى في العملية الانتخابية حلقة مكررة من مشهد لم يتغير ونتائج لا تعكس الارادة الشعبية بقدر ما تعبر عن موازين المال والنفوذ لذلك اختار ان يعبر عن احتجاجه بالصمت وان يجعل من مقاطعته رسالة رفض لواقع سياسي يزداد انسدادا.

اما المشارك فهو يدرك تلك الحقائق لكنه يتمسك بخيط الامل الاخير مؤمنا بان الاصلاح لا يتحقق بالغياب وان التغيير ولو ببطء لا يصنع الا من داخل الصندوق لان ترك الساحة يعني تسليمها لمن لا يؤمن بالديمقراطية اصلا.

لكن بعد اعلان النتائج سيظهر وجه اخر للحقيقة فالفائزون من الاقضية والنواحي سيهتمون بخدمات الاقضية والنواحي التي انتخبتهم لان الولاء الانتخابي سيتحول الى حساب مناطقي مباشر وهذا من حقهم وحق ناخبيهم عليهم ولن تكون المدينة التي تشهد العزوف الواسع اولوية لهم بينما سيجد الفائزون الاقلية من ابناء المدينة انفسهم مضطرين الى الدفاع عن حقوقها في الخدمات والتعيينات وسط زحام المطالب المناطقية.

انها معادلة شديدة التعقيد فالمقاطع يمتلك الوعي والوجع والمشارك يمتلك الامل والمسؤولية وكلاهما في النهاية يعاني من نظام سياسي لم ينصف احدا لا من صدق في مقاطعته ولا من اخلص في مشاركته.

ويبقى السؤال معلقا هل ستبقى الانتخابات ساحة لتبادل الادوار بين اليأس والامل ام لحظة وعي تعيد رسم العلاقة بين المواطن وصوته وبين الصندوق ومصير الوطن؟