إقامة أول صلاة جمعة في الجامع النوري الكبير بعد إعادة إعمار مئذنته الحدباء

شهدت مدينة الموصل، اليوم الجمعة، حدثاً تاريخياً طال انتظاره، مع إقامة أول صلاة جمعة في الجامع النوري الكبير بعد إعادة إعمارِه برفقة مئذنته الشهيرة “الحدباء”، وذلك عقب أيام قليلة على افتتاحه الرسمي أمام الأهالي والزائرين.

ويأتي استئناف الصلاة في الجامع، الذي يُعد أحد أبرز معالم الموصل التاريخية والدينية، ليشكل محطة فارقة في مسيرة المدينة بعد سنوات من الدمار الذي لحق به خلال عمليات تحرير الموصل من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي عام 2017.

واكتظت أروقة الجامع بالمصلين، الذين توافدوا منذ ساعات الصباح الأولى، وسط أجواء مفعمة بالفرح والابتهال، حيث عبّر الأهالي عن اعتزازهم بعودة الحياة إلى رمز حضارتهم وتراثهم، مؤكدين أن لحظة سماع الأذان من مئذنة الحدباء مجدداً تمثل بالنسبة لهم استعادةً للذاكرة والروح والهوية الموصليّة.

ويحظى الجامع النوري ومئذنته الحدباء بمكانة استثنائية في وجدان العراقيين عامةً وأبناء الموصل خاصةً، إذ يعود بناؤهما إلى القرن السادس الهجري، ويعتبران من أبرز المعالم العمرانية التي تجسد هوية المدينة.

وترافق مشهد الصلاة مع أصداء احتفالية في الشارع الموصلي، حيث بدت علامات الفرح واضحة على وجوه المصلين ورواد المنطقة، في وقت تتطلع فيه المدينة لأن يكون هذا الافتتاح بداية جديدة لمرحلة إعمار أوسع تعيد للموصل وجهها التاريخي والحضاري.