أزمة الكهرباء في الموصل تعود للواجهة: لماذا لا يُطبّق نظام “روناكي” كما في أربيل؟

مع ارتفاع درجات الحرارة في العراق، والتي لامست حاجز الـ50 درجة مئوية مؤخراً، عادت أزمة الكهرباء الوطنية إلى واجهة النقاش في مدينة الموصل، لتثير موجة من التساؤلات والاستياء على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة يومياً رغم مرور سنوات على الوعود الحكومية بحل هذه الأزمة المتكررة.

ويتساءل المواطنون في الموصل اليوم: أين ذهبت وعود الاكتفاء الذاتي التي أطلقتها الحكومات السابقة منذ عام 2012؟ ولماذا لم تتحقق تصريحات نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة السابق، حسين الشهرستاني، الذي وعد حينها بإمكانية تصدير الكهرباء نهاية عام 2013؟ فبعد مرور أكثر من عقد، لا يزال سكان المدينة يعانون من ضعف منظومة الكهرباء الوطنية، وسط تزايد الاعتماد على المولدات الأهلية.

الحديث عن أزمة الكهرباء في الموصل عاد بقوة مؤخراً، بعد أن تحوّلت مدينة أربيل عاصمة اقليم كردسان، القريبة جغرافيًا من نينوى، إلى نموذج ناجح لتوفير الطاقة الكهربائية عبر نظام “روناكي” الذي يضمن توفير التيار الكهربائي بشكل مستمر على مدار الساعة، مما أدى إلى رفع المولدات الأهلية من الأحياء، وإنهاء فوضى الأسلاك المتشابكة التي لطالما شوّهت المشهد العام. كما ساهم هذا النظام في تقليل معدلات التلوث الناتجة عن المحركات، وخفّض بشكل كبير الإنفاق الشهري على الكهرباء من قبل المواطنين، مقابل حصولهم على طاقة تلبي كامل احتياجاتهم اليومية.

هذا النجاح الملفت دفع العديد من المواطنين والناشطين إلى طرح تساؤلات منطقية: لماذا لا يتم تطبيق نظام “روناكي” أو ما يشابهه في محافظة نينوى، وتحديداً في مدينة الموصل؟ وهل هناك عوائق حقيقية تحول دون تنفيذ مشروع مشابه؟

بعض الآراء أشارت إلى وجود عقبات غير معلنة، أبرزها اعتراض جهات ذات نفوذ مستفيدة من استمرار أزمة الكهرباء، من بينها أصحاب المولدات الأهلية وشركات خاصة مرتبطة بمنظومة الطاقة، والتي ترى في استمرار الأزمة مصدر دخل ثابت لا ترغب في التخلي عنه. هذه الجهات – بحسب ما يُتداول – قد تعارض أي خطوة حكومية أو استثمارية تهدف إلى إيجاد حلول جذرية قد تُنهي هذه السوق المربحة بالنسبة لها.

من هنا، ترتفع دعوات سكان الموصل للحكومة المحلية بضرورة تبنّي دراسة جدية لنماذج ناجحة مثل نظام كهرباء أربيل، واتخاذ خطوات تنفيذية جريئة تنهي معاناة المواطنين، الذين باتوا يتساءلون: إلى متى تبقى الكهرباء – وهي من أساسيات الحياة – أزمةً مستمرة في مدينتنا، بينما تُعد من البديهيات في معظم مدن العالم؟

إرسال التعليق