المحرر: | عدد المشاهدات: 17
في ظل التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، أُطلقت تحذيرات متزايدة بشأن مصير الممتلكات الثقافية والمواقع الأثرية المهددة، خاصة في إيران التي تفتقر إلى البنية التحتية اللازمة لحمايتها.
وذكرت هيلفينغ، وهي خبيرة آثار، أن السلطات الإيرانية سارعت إلى نقل القطع الأثرية المنقولة إلى الأقبية، فيما تمت تغطية القطع غير المنقولة – وغالبها من الأحجار – بأكياس الرمل في محاولة لوقايتها من الصدمات والحطام. وأشارت إلى صعوبة حماية المواقع المفتوحة، قائلة: "لا يمكنك حمايتها حقًا، يمكنك فقط أن تأمل في أن تكون بعيدة عن الأهداف المحتملة".
وبحسب صحيفة "طهران تايمز"، فإن موقع طاق بستان الساساني، الذي يضم نقوشًا صخرية فريدة، معرض بشكل خاص للخطر، لا سيما بعد قصف مستودع أسلحة قريب من الموقع من قبل القوات الجوية الإسرائيلية، ما أثار مخاوف من أضرار محتملة نتيجة الاهتزازات وموجات الضغط.
من جانبها، أكدت خبيرة ما قبل التاريخ يوديث تومالسكي، التي تعمل في إيران منذ أكثر من عقدين، أن "إدارة الآثار الإيرانية تدرك جيدًا واجباتها"، لكنها أقرت بأن حماية مواقع مثل برسيبوليس وبيسوتون وتاشْت سليمان تكاد تكون مستحيلة. ورغم أنها لا ترى تهديدًا مباشرًا، فإن المستقبل لا يزال غامضًا.
وفي إسرائيل، فُعلت خطط الطوارئ لحماية المتاحف والمواقع الثقافية. وأفادت مجلة "الفنون الجميلة" الفرنسية بأن متحف تل أبيب للفنون نقل مجموعاته إلى غرف تحت الأرض، بينما أعلن المتحف الإسرائيلي في القدس، الذي يضم نحو 500 ألف قطعة فنية، أن الملاجئ متاحة للزوار عند الطوارئ، وقد استأنف عمله.
وبحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، لم تُسجل أضرار في أي من القطع الأثرية الواقعة تحت إدارة سلطة الآثار الإسرائيلية. وتشمل مواقع التراث العالمي في إسرائيل "المدينة البيضاء" في تل أبيب، وقلعة مسعدة، ومدينة عكا القديمة.
تحظى هذه المواقع بحماية دولية بموجب اتفاقيتي لاهاي 1954 واليونسكو للتراث العالمي 1972، وهما الإطاران الأساسيان لحماية الممتلكات الثقافية في النزاعات المسلحة.
ومن المقرر أن تعقد لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو دورتها الـ47 في باريس بين 6 و16 يوليو/تموز الجاري، لمناقشة إدراج مواقع جديدة ضمن لائحة التراث العالمي. إلا أن الصراع الإسرائيلي الإيراني لا يندرج ضمن جدول أعمالها، ولا يبقى سوى الأمل في أن يستمر وقف إطلاق النار، وأن لا تتحول الحرب إلى واقع دائم يهدد تاريخ الإنسانية.
2025-07-04